بعد الولايات المتحدة.. إسبانيا تسعى إلى إجلاس المغرب والجزائر وإسرائيل على طاولة واحدة عبر دعوة وزراء خارجيتها لاجتماع "الناتو"
تستعد إسبانيا للإقدام على خطوة جديدة في إطار مساعيها بناء علاقات إيجابية في الوقت نفسه بين المغرب والجزائر، البلدان الغريمان في المنطقة المغاربية، إذ تسعى إلى دعوتهما للمشاركة في اجتماعا حلف شمال الأطلسي باعتبارهما "حليفان" من منطقة الجنوب، وهو ما يعني جلوسهما إلى نفس الطاولة مع إسرائيل.
ووفق ما أوردته وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس"، اليوم السبت، فإن إسبانيا ترغب في أن تدعو "الناتو" دول الجوار الجنوبي إلى اجتماع لوزراء الخارجية الحلفاء قبل عام 2025، مستلهمةً مثالَ دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي أصبحت تشارك بانتظام في قمم المنظمة.
ويكمن الهدف في أن يتمكن الشركاء من الدول المدرجة ضمن مبادرة "الحوار المتوسطي" التي تضم المغرب والجزائر ومصر والأردن وموريتانيا وتونس، إلى جانب إسرائيل، من حضور اجتماع وزراء الخارجية في دجنبر المقبل، وفق ما ذكرته الوكالة نقلا عن "مصادر في الحلف".
وسيتم العمل على دعوة عدد من الدول من هذه القائمة، إذ توجد فوارق في درجة علاقتها مع "الناتو" من بين دول البحر المتوسط، إلى جانب دولتين غير متوسطيتين، وهما الأردن وموريتانيا باعتبارهما من الدول التي تتمتع بعلاقات قوية مع المنظمة.
وتسعى مدريد من خلال هذه الخطوة، وفق المصادر ذاتها، إلى تسريع الحوار الذي تم تطويره خلال السنوات الأخيرة مع الشركاء الخارجيين للحلف، بما في ذلك دول الجوار في منطقة البحر المتوسط، وهو أحد الأهداف التي يسعى إليها أيضًا الأمين العام الجديد للناتو، مارك روته، والذي يتماشى مع الاستراتيجية الجديدة للجوار الجنوبي التي تم الاتفاق عليها في قمة واشنطن.
وحتى الآن، تم تطوير نظام الشراكة مع الدول الثالثة بشكل خاص مع دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا، وهي دول شاركت في القمم الأخيرة للزعماء ويتم دعوتها إلى الاجتماعات الوزارية.
ويتقاطع المسعى الإسباني مع نظيره الأمريكي، إذ في يوليوز الماضي كشف ماثيو ميلر، المتحدث باسم خارجية واشنطن، إنه ستتم دعوة وزراء خارجية المغرب والجزائر ومصر وتونس وموريتانيا وقطر والإمارات والبحرين والكويت والعراق والأردن، إلى جانب إسرائيل، للمشاركة في اجتماعات "الناتو"، وذلك ارتباطا بالحرب على غزة.